مازالت تفاصيل مخطط التمرد القصير لقائد فاغنر يفغيني بريغوجين غير معروفة ويحيطها الغموض، فيما بعض المعلومات الاستخباراتية تتكشف بين الحين والآخر.
فقد كشف مسؤولون غربيون أن بريغوجين خطط للاستيلاء على القيادة العسكرية الروسية كجزء من تمرد نهاية الأسبوع الماضي، وسرع من خططه بعد أن علمت وكالة المخابرات المحلية في البلاد بالمؤامرة.
وكان الإطلاق المبكر للمخطط من بين العوامل التي يمكن أن تفسر فشلها النهائي بعد 36 ساعة، عندما ألغى بريغوجين مسيرة مسلحة باتجاه العاصمة موسكو، حيث لم تواجه في البداية مقاومة تذكر.
فيما كان بريغوجين يعتزم في الأصل إلقاء القبض على وزير الدفاع سيرغي شويغو والجنرال فاليري غيراسيموف، رئيس الأركان العامة لروسيا، خلال زيارة إلى منطقة جنوبية على الحدود مع أوكرانيا كان الاثنان يخططان لها.
لكن جهاز الأمن الفيدرالي، أو FSB ، علم بالخطة قبل يومين من تنفيذها، وفقاً لما نقلته “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين غربيين.
كشف خطط بريغوجين
واكتشفت وكالات الاستخبارات الغربية مبكراً خطط بريغوجين، المقرب السابق لبوتين، من خلال تحليل اعتراض الاتصالات الإلكترونية وصور الأقمار الصناعية، وفقا لشخص مطلع على النتائج.
وقال مسؤولون غربيون إنهم يعتقدون أن المؤامرة الأصلية كانت لها فرصة جيدة للنجاح لكنها فشلت بعد تسريب المؤامرة، مما أجبر بريغوجين على الارتجال في خطة بديلة.
مع ذلك، فإن المعلومات الاستخباراتية تثير تساؤلات حول مدى سلطة بوتين بعد أن فشلت موسكو في منع قوات فاغنر من التقدم تقريباً إلى موسكو على الرغم من علم الكرملين بالمؤامرة، حسبما قال أشخاص مطلعون على الأمر.
واعتمدت مؤامرة “طباخ بوتين” على اعتقاده بأن جزءاً من القوات المسلحة الروسية سينضم إلى التمرد وينقلب ضد قادته، وفقاً لهذه المعلومات الاستخباراتية.
عناصر من فاغنر (فرانس برس)
تكديس الذخيرة والسلاح
كذلك تضمنت الاستعدادات تكديس كميات كبيرة من الذخيرة والوقود والمعدات بما في ذلك الدبابات والعربات المدرعة والدفاعات الجوية المتطورة قبل أيام من الهجوم، وفقاً لنتائج المخابرات الغربية.
وبعد علمه بتسرب خطته، أُجبر بريغوجين على التصرف في وقت أقرب مما كان مخططا له يوم الجمعة وتمكن من الاستيلاء على مدينة روستوف بجنوب روسيا، وهي نقطة قيادة رئيسية لغزو أوكرانيا.
وأشارت السهولة التي استولت بها قوات فاغنر على المدينة التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة والتي تضم مطاراً عسكرياً كبيراً إلى أن بعض قادة القوات النظامية ربما يكونون جزءاً من المؤامرة، وفقاً للاستخبارات الغربية.
في حين قال مسؤولون غربيون إنهم يعتقدون أن بريغوجين أبلغ نواياه إلى كبار ضباط الجيش، ومن المحتمل أن يكون من بينهم الجنرال سيرغي سوروفكين، قائد قوة الفضاء الروسية.
لوكاشينكو يعزز أمنه
ولا يمكن تحديد ما إذا كان سوروفكين قد نقل هذه المعلومات إلى الحرس، أو كيف اكتشفت الوكالة خطط بريغوجين.
وكان سوروفكين أول قائد كبير يدين المؤامرة يوم الجمعة، ويحث بريغوجين على وقف رجاله.
كما نفذت القوات تحت قيادة سوروفكين غارات جوية على فاغنر، وهو الهجوم الوحيد من نوعه من قبل القوات النظامية ضد العصيان.
بريغوجين (يمين) ، لوكاشينكو (يسار)
وكان من المحتمل أن ينتهي التمرد في مواجهة مسلحة في موسكو إذا لم يعرض الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو التوسط، وفقاً لتحليل المخابرات الغربية.
واقترح لوكاشينكو استضافة فاغنر في بلاده، جزئياً لتعزيز أمنه ضد التعدي المحتمل من قبل روسيا، وفقاً للمخابرات الغربية، حيث طالما سعى بوتين لاستيعاب بيلاروسيا في الاتحاد الروسي.
إلى ذلك قالت المخابرات الغربية إنها تعتقد أن التمركز الدائم لقوات فاغنر الذي تم الاتفاق عليه كجزء من الاتفاق لنزع فتيل الأزمة يهدف إلى أن يكون بمثابة ضمان للأمن الشخصي للوكاشينكو.
موسكو كانت تعلم
يشار إلى أن الجنرال فيكتور زولوتوف، قائد الحرس الوطني الروسي، وهي قوة عسكرية محلية تقدم تقاريرها مباشرة إلى الرئيس فلاديمير بوتين، قال إن السلطات كانت على علم بنوايا بريغوجين قبل أن يبدأ محاولته.
وأوضح زولوتوف لوسائل إعلام رسمية أمس الثلاثاء أن “تسريبات محددة بشأن الاستعدادات للتمرد الذي سيبدأ بين 22 و25 يونيو تم تسريبها من معسكر بريغوجين.
لا تعليق