ربما كان الشعب السوداني يتمنى أن ينتهز قادة الطرفين العسكريين المتحاربين فرصة حلول عيد الأضحى، ليعلنا هدنة دائمة وبداية مفاوضات للخروج من مأزق التقاتل ومحاولات إقصاء أحدهما للآخر. لكن ذلك لم يحدث.
فبالرغم من المناسبة الدينية التي تكثر فيها دعوات التسامح والوئام ولم الشمل ونسيان ضغائن الماضي، جاءت كلمة رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، عشية الاحتفال بعيد الأضحى، لتؤكد أن وقف الحرب، التي يصفها السودانيون بالعبثية، ليس ضمن أولوياته في الوقت الراهن.
انطوى مضمون خطاب البرهان علىى أن هذه الحرب لا مناص منها وأن أمدها قد يطول إذا لم يتحرك الشباب السوداني لحمل السلاح “للدفاع عن الوطن.”
وقال قائد الجيش إن “حجم المؤامرة يتطلب من الجميع اليقظة والاستعداد للتصدي للمهددات الوجودية لدولتنا. لذلك نطلب من جميع شباب بلادي وكل من يستطيع .. ألا يتردد أو يتأخر في أن يقوم بهذا الدور الوطني في مكان سكنه أو بالانضمام للوحدات العسكرية لنيل شرف الدفاع عن بقاء الدولة السودانية”.
وأضاف البرهان أن القوات المسلحة تتحمل مسؤولياتها في “التصدي للمؤامرة الغادرة وهي قادرة على تدمير المجموعات المتمردة”. كما جدد حرص الجيش على انتقال السلطة إلى حكومة مدنية يختارها الشعب. واتهم قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بمحاولة اختطاف الثورة لتحقيق مطامعه الخاصة والسيطرة على البلاد على حد تعبيره.
وجاء أول رد فعل على خطاب البرهان من غريمه قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو الذي نشر تسجيلا صوتيا مساء الثلاثاء ضمنه انتقادا للجيش السوداني لمحاولته جر المدنيين إلى هذا الحرب. ووصف دعوة البرهان بأنها “مثيرة للسخرية.”
وهكذا يستمر حليفا الأمس في مسارهما القتالي منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل/نيسان الماضي. ففي غضون عشرة أسابيع فقط قتل في المعارك أكثر من 2800 شخص ونزح أو لجأ إلى الدول المجاورة أكثر من 2.8 مليون سوداني، وفق إحصائيات الأمم المتحدة.
ولا تزال رقعة القتال، الذي اتخذ طبيعة عرقية الدوافع، تتسع يوما بعد يوم ومعها ترتفع أعداد الضحايا. وتقول الأمم المتحدة إن المعارك الضارية التي دارت في الآونة الأخيرة في الجنينة، عاصمة غرب دارفور، وشارك فيها مدنيون مسلحون ومقاتلون قبليون، خلفت لوحدها أكثر من 1100 قتيل بينهم مدنيون، وشهدت تجاوزات يمكن أن ترقى إلى “جرائم ضدّ الانسانية”.
وأضافت مصادر إعلامية غربية، نقلا عن شهود عيان في غرب دارفور، أن محافظ المنطقة اعتقل وتمت تصفيته ذبحا. كما مارس مقاتلون أعمال عنف واغتصاب على سودانيات وتعرضت أسواق وبيوت في المحافظة للنهب حسب بيانات نشرها المرصد السوداني.
وفيما تشتد حدة القتال بين طرفي الصراع في السودان وغياب كل ما من شأنه أن يؤشر عن استعداد أي منهما لتقديم أي تنازلات لحلحلة الأزمة، انقسمت الآراء بين السودانيين في تحليل دعوة رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان للشباب السوداني لحمل السلاح لقتال قوات الدعم السريع.
فمنهم من رأى أن البلاد تتعرض لمؤامرة تستهدف وحدة البلاد، يغذيها تواطؤ أطراف خارجية تدعم قوات الدعم السريع. وترى هذه الفئة من المحللين أن البرهان يسعى الى الاستعانة بمواطنين سودانيين في الوقت الذي ينتظم فيه مقاتلون أجانب في صفوف قوات الدعم السريع.
ومنهم من اعتبرها إقرارا ضمنيا من قبل البرهان بفشل عسكري وسياسي وخطوة خطيرة ستؤدي إلى مزيد من الاقتتال وانزلاق البلاد نحو فوضى لا أحد يعلم مداها. وتتهم هذه الفئة ما تصفه بتيار إسلامي داخل الجيش بتأجيج الصراع ودفع القوات المسلحة الى أتون حرب مدمرة ستأتي على وحدة السودان وسلامة مواطنيه.
- هل يستجيب السودانيون لدعوة البرهان القتال في صفوف الجيش؟
- هل تعتبرون هذه الدعوة قرارا حكيما من قبل قائد الجيش؟
- ما السبب الحقيقي وراء دعوة المدنيين إلى قتال قوات الدعم السريع؟
- لماذا عجز الجيش منذ اندلاع القتال عن القضاء على قوات “حميدتي”؟
- في ظل فشل المساعي الدولية لوقف القتال أي مستقبل ينتظر دولة السودان؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الجمعة 30 يونيو/حزيران
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC/
أو عبر تويتر على الوسم nuqtat_hewar@
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
لا تعليق