حتى اليوم مازال عدد الملاجئ المحصنة التي بُنيت بأمر من الرئيس الأسبق للاتحاد السوفيتي السابق جوزيف ستالين غير معروف، لكنّ البعضَ منها فُتح خلال العقود الأخيرةِ للجمهور.
أحد هذه الملاجئ يقع في مركز مدينةِ موسكو بالقرب من محطةِ تاغانسكايا التي تبعد بضعة كيلومترات عن مبنى الكرملين، شيد ليكونَ مركزا لقيادةِ القواتِ الجوية والمقاتلاتِ الحاملةِ لصواريخ وقنابل نووية.
كاميرا “العربية” من هناك وعبد الجواد الرشد من عمق خمسة وستين مترا ينقلان لنا المشهد.
للوهلة الأولى يبدو هذا المكانُ منزلا عاديا يقف على كتف الطريق وسط مدينة موسكو لكن مهما حاولت لفتَ الانتباه، فلن يسمعك أحد في الداخل.
جدارُ المبنى يعزله عن العالم الخارجي، قبةٌ تبلغ سماكتها ستةَ أمتار من الإسمنت المسلح والصلب.
هذا هو مركزُ القيادة من الضربات النووية الذي شيد بأمر من الزعيمِ السوفيتي الأسبق جوزيف ستالين في خمسينات القرن الماضي.
18 طابقاً و4 أقسام
يقول متحدث عسكري للعربية “السكان كانوا يعتقدون أن المبنى المكون طابقا وأربعة أقسام لكل منها مهامُه الخاصة هو مكتبة عسكرية”.
ويضيف “العمق في الطابق الأرضي يصل 56 مترا تحت الأرض، بحيث يسمع بوضوح ضجيج عجلات قطار مترو الأنفاق من فوقك”.
وتصل كاميرا “العربية” إلى الباب الواحد في هذا المركز والذي يزن قرابة الطنين للحماية من أسلحةِ الدمارِ الشامل حيث البهوُ مصممٌ بزاويةِ انحرافٍ تصل 180 درجةً نحو اليمين، و90 درجةً نحو اليسار لاحتواء موجات الانفجار.
جرس الإنذار
وتصل كاميرا “العربية” للمكان المخصص للضابط المناوبِ المسؤول عن مراجعةِ تصاريح دخول المركز، وعند الاشتباهِ بأي دخيلٍ يستدعي فرقة مسلحةً بلمسةٍ من جرس الإنذارِ.
في القسم الرابع مركزُ الضربة النووية الجوابية في حال تعرض الاتحاد السوفيتي لاعتداءٍ نووي مباغت.
وهذا هو مكتب القائد ستالين الذي لم يحظ بالجلوسِ فيه ولا لحظة، كونه توفي قبل عام من الانتهاء من تشييد المركز.
وأخيرا تسجل كاميرا “العربية” تجربة بخدع صوتية وضوئية كمشهد تمثيلي لـ”ضربة نووية”.. والأمل معقود لدى كثيرين على ألا يصل العالمُ لمرحلةٍ يتم فيها استخدام مركزِ قيادةٍ نووي كهذا.
لا تعليق