جو 24 :
العالم الإسلامي “ينتفض” على خلفية إحراق نسخة من المصحف في السويد، في ردود أفعال تراوحت بين التنديد والتحذير واستدعاء سفراء.
والأربعاء، داس سلوان موميكا -وهو عراقي يبلغ 37 عاما فر من بلاده إلى السويد قبل سنوات- على نسخة من المصحف مرات عدة وأحرق صفحات منه أمام المسجد الكبير في ستوكهولم.
وكانت شرطة العاصمة السويدية قد صرحت له بالتظاهر، تماشيا مع حماية حرية التعبير، لكنها قالت فيما بعد إنها فتحت تحقيقا بشأن “إثارة توتر”.
وجاءت المظاهرة بينما يحيي المسلمون في أنحاء العالم عيد الأضحى، وفيما كان موسم الحج السنوي في مكة المكرمة بالسعودية يقترب من نهايته.
الاردن
استدعت وزارة الخارجية الأردنية السفيرة السويدية في عمّان، وأبلغتها احتجاج الأردن الشديد على سماح الحكومة السويدية لمتطرفين بإحراق نسخة من المصحف الشريف في العاصمة ستوكهولم.
وأدانت الوزارة حرق نسخة من المصحف الشريف واعتبرته فعلاً عنصرياً من أفعال الكراهية الخطيرة، ومظهراً من مظاهر الإسلاموفوبيا المحرضة على العنف والإساءة للأديان، وأكدت أن مثل هذه الأفعال لا يمكن تبريرها في سياق حرية التعبير مطلقاً.
وجددت الوزارة رفضها وإدانتها لمثل هذه الأفعال التي تعتبر جريمة واستفزازاً لمشاعر أكثر من ملياري مسلم حول العالم.
وأكدت الوزارة ضرورة التصدي لمثل هذه الأفعال الاستفزازية والمسيئة التي تمثل إحدى أبشع صور ثقافة الكراهية ووقفها، وعلى ضرورة احترام الرموز الدينية والعمل على نشر وتعزيز ثقافة السلام وقبول الآخر، وزيادة الوعي بقيم الاحترام المشترك.
السعودية
بدورها نددت المملكة العربية السعودية التي استقبلت نحو 1,8 مليون حاج، بإحراق المصحف.
وقالت وزارة الخارجية السعودية، إن “هذه الأعمال البغيضة والمتكررة لا يمكن قبولها بأي مبررات، وهي تحرض بوضوح على الكراهية والإقصاء والعنصرية”.
تركيا
وفي تركيا، ندد الرئيس رجب طيب أردوغان، الخميس، بشدة بالسويد، لسماحها لمتظاهر بإحراق صفحات من نسخة من المصحف، ما يرخي بمزيد من الظلال على مساعي الدولة الاسكندنافية الانضمام بسرعة إلى حلف شمال الأطلسي.
وقال أردوغان في تصريحات متلفزة: “عاجلا أم آجلا سنعلّم رموز الغطرسة الغربية أن إهانة المسلمين ليست حرية فكر”، مضيفا أنه يدين الواقعة بـ”أشد العبارات الممكنة”.
فيما ندد وزير العدل يلماز تونج، بحادث حرق المصحف أمام مسجد في السويد، مؤكدا أن “هذا اعتداء على حرية الدين والضمير”.
وتابع: “إنه لأمر مخز أنه حدث في أوروبا. ويتعين على الدول التي وقعت على الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان أن تتخذ الاحتياطات عند الهجوم على حرية الدين”.
واستطرد: “لكن للأسف نرى أن هذا ليس هو الحال في السويد. لا يوجد قرار محكمة يمكن أن يبرر عدم الشرعية. لذلك، نتوقع من السلطات السويدية اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع مثل هذا القبح، خاصة قبل قمة الناتو. لأن هذا هو أبسط حق من حقوق الإنسان”.
العراق
بدوره، ندد العراق بقرار السلطات السويدية منح “متطرف” إذنا لإحراق نسخة من المصحف.
وقالت وزارة الخارجية في بغداد إن “هذا العمل الشنيع جرح مشاعر ملايين المسلمين، بل أساء للشعوب الغربية نفسها، التي طالما تباهت باحتضان التنوع واحترام معتقدات الآخرين وحماية الأديان وحقوق معتنقيها”.
وتابع البيان أن “هذه الأعمال تنمّ عن روح عدوانية كريهة لا تمت إلى حرية التعبير بصلة، بل هو عمل من أعمال العنصرية والتحريض على العنف والكراهية”.
من ناحيته، دعا رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر إلى مظاهرة أمام السفارة السويدية في بغداد، للمطالبة بطرد السفير “الذي يمثل دولته المعادية للإسلام”.
إيران
من جانبها، اعتبرت إيران إحراق المصحف “إجراء استفزازيا وغير مدروس ومرفوضا”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني، إن “حكومة إيران وشعبها كما سائر المسلمين وأحرار العالم، لا يتحملون هكذا إساءة ويستنكرونها بشدة”.
وأضاف “المتوقع من حكومة السويد ضمان منع تكرار الاساءة للمقدسات، (و)ان تولي اهتماما جادا بهذا الخصوص وفق مبدأ تحمل المسؤولية”.
مصر
واعتبرت مصر، أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان، ذلك “فعلا مخزيا يستفز مشاعر المسلمين حول العالم” بينما يحيون عيد الأضحى.
وأعربت مصر في بيان لوزارة الخارجية، عن “بالغ إدانتها لقيام أحد المتطرفين بإحراق نسخة من المصحف الشريف اليوم بالعاصمة السويدية “ستوكهولم”، في فعل “يتنافى مع قيم احترام الآخر ومقدساته، ويؤجج من مشاعر الكراهية بين الشعوب”.
وأعربت مصر عن “بالغ قلقها إزاء تكرار حوادث إحراق المصحف الشريف وتصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا وجرائم ازدراء الأديان مؤخراً في بعض الدول الأوروبية، مؤكدةً رفضها التام لكافة الممارسات البغيضة التي تمس الثوابت والمعتقدات الدينية للمسلمين”.
كما شددت مصر على مسؤولية الدول في منع دعوات التحريض وجرائم الكراهية، ووقف تلك الممارسات التي من شأنها تقويض أمن واستقرار المجتمعات، مؤكدةً ضرورة إعلاء القواسم المشتركة من التسامح وقبول الآخر والتعايش السلمي بين الشعوب”.
الكويت
من جهتها، دعت الكويت إلى “محاسبة” المرتكبين “وعدم السماح لهم باستغلال مبدأ الحريات كذريعة للإساءة إلى الدين الإسلامي الحنيف وكافة الأديان السماوية الأخرى”.
المغرب
وقالت المملكة المغربية إن “هذا العمل العدائي غير المسؤول الجديد يضرب عرض الحائط مشاعر أكثر من مليار مسلم في هذه الفترة المقدسة التي تتزامن وموسم الحج وعيد الأضحى”.
وأضافت أن أمام “هذه الاستفزازات المتكررة” استدعى المغرب القائم بأعمال السويد بالرباط.
فلسطين
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية حرق نسخة من القرآن، واعتبرته “اعتداء صارخا على مبادئ حقوق الإنسان وقيم التسامح وقبول الآخر والديمقراطية والتعايش السلمي بين أتباع الديانات كافة”.
الأزهر الشريف
أما الأزهر الشريف فدعا حكومات الدول الإسلامية والعربية إلى “اتخاذ مواقف جادة وموحدة تجاه تلك الانتهاكات التي لا يمكن قبولها بأي حال من الأحوال، والتي تحمل إجرامًا وتطرفًا تجاه المقدسات الإسلامية”،
ودعا “جميع الشعوب الإسلامية والعربية وأصحاب الضمير الحي إلى تجديد مقاطعة المنتجات السويدية، بعد تكرار الانتهاكات غير المقبولة تجاه المصحف الشريف والاستفزازات الدائمة لجموع المسلمين حول العالم تحت لافتة حرية الرأي والتعبير الزائفة”.
الجامعة العربية و”التعاون الإسلامي”
وفي القاهرة أيضا، أدانت جامعة الدول العربية “ممارسة بغيضة تمس الثوابت والمعتقدات الدينية للمسلمين”.
وقالت منظمة التعاون الإسلامي إن “الاعتداء السافر والمتكرر على عقيدتنا الإسلامية، بحجة حرية الرأي يكرّس الكراهية والتناحر فالمساس بالمقدسات يعمق المواجهة القيمية والأيديولوجية”.
الإمارات
وردا على سماح الحكومة السويدية لمتطرفين بحرق نسخة من المصحف، استدعت الخارجية الإماراتية، الخميس، سفيرة السويد لإبلاغها باحتجاج الدولة واستنكارها الشديدين.الراي
لا تعليق