- سارة رينفورد
- مراسلة أوروبا الشرقية – بي بي سي
لا تزال مجموعة فاغنر تجند المقاتلين في جميع أنحاء روسيا، بعد أيام من تنظيم تمرد دفع الرئيس فلاديمير بوتين إلى إثارة مخاوف من اندلاع حرب أهلية.
باستخدام رقم هاتف روسي، اتصلت بي بي سي بأكثر من اثني عشر مركزا للتجنيد، وقلنا، حينما طلب منا ذلك، إننا نستفسر نيابة عن أخ لنا.
وأكد كل من رد على اتصالاتنا من داخل تلك المراكز أن العمل يجري كالمعتاد.
ومن مدينة كالينينغراد في الغرب إلى كراسنودار في الجنوب، لم يعتقد أحد ممن اتصلنا بهم أن المجموعة ستحل.
وفي مدينة مورمانسك القطبية الشمالية، أكدت امرأة في أحد مراكز التجنيد لصالح فاعنر أنها لا تزال تسجل مقاتلين جدد للقتال في أوكرانيا.
“هذا هو المكان الذي نقوم بالتجنيد من أجله، نعم. إذا أراد شخص ما الذهاب، فعليه فقط الاتصال بي وسنحدّد يوما”.
قائمة نقاط اتصال فاغنر الطويلة تتمركز في الغالب في نوادي القتال، بما في ذلك مدارس فنون الدفاع عن النفس ونوادي الملاكمة.
وأكد العديد من الأشخاص الذين أجابوا على الهاتف أن الأعضاء الجدد يوقّعون عقودا مع مجموعة المرتزقة نفسها، وليس وزارة الدفاع الروسية.
كان رجل في نادي سبارتا الرياضي في فولغوغراد مصرا على أنه “لا علاقة له بوزارة الدفاع على الإطلاق.. لم يتوقف شيء، ما زلنا نجند”.
كانت المطالبة بنقل تبعية المرتزقة إلى وزارة الدفاع، وبالتالي جلب مجموعة فاغنر ورئيسها يفغيني بريغوجين إلى روسيا، هو أصل الخلاف الكبير الذي أدى لتمرد في نهاية الأسبوع الماضي.
وكان هذا التحدي الأكبر لسلطة الرئيس بوتين في حكمه الذي استمر أكثر من 20 عاما. رغم ذلك، تم إسقاط الدعوى الجنائية ضد المتمردين.
وحتى زعيم فاغنر لم يحاسب وانتقل على ما يبدو إلى بيلاروسيا، على الرغم من تعقب طائرة بريغوجين الخاصة في طريق عودتها إلى روسيا ليلة الثلاثاء.
كما أن جيشه من المقاتلين، الذي سار باتجاه موسكو وأطلق النار على طائرات هليكوبتر، لم يتم حله بعد.
وكانت إحدى المجندات في كراسنودار، جنوب روسيا، واضحة معنا حينما قالت “نحن نعمل. لو تغير شيء ما سيخبروننا. لكن لا يوجد شيء حتى الآن”.
ويبقى راتب مقاتل فاغنر سخيا، إذ يبلغ 24 ألف روبل (2175 جنيها إسترلينيا) في الشهر، وتمتد العقود لمدة ستة أشهر.
وقال رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الروسي، أندريه كارتابولوف، يوم الخميس إن بريغوجين تلقى تحذيرا في وقت سابق من أن الموعد النهائي لإدراج فاغنر في وزارة الدفاع غير قابل للتفاوض.
وعلّق كارتابولوف قائلا: “قالت وزارة الدفاع إن جميع المجموعات… يجب أن توقع عقودا، وقد بدأوا جميعا في فعل ذلك. الجميع باستثناء السيد بريغوجين”، في إشارة إلى تمرده على أنه عمل من أعمال الخيانة.
وأضاف: “أُبلغ أن فاغنر لن تشارك في العملية العسكرية الخاصة”، وقد استخدم تعبير روسيا الملطف في حربها على أوكرانيا. وأكد أن مجموعة فاغنر لن تحصل على تمويل أو موارد مادية.
وقام فلاديمير بوتين، الذي أمضى سنوات في إنكار أي صلة رسمية بفاغنر، بتحول مفاجئ في أعقاب تمرد نهاية الأسبوع. ويبدو أنه يحاول تقليص حجم بريغوجين، وادعى أن المجموعة تم تمويلها بنسبة 100 في المئة من قبل الدولة الروسية.
وبالتالي، فإن الجوانب العملية لبقاء فاغنر غير واضحة.
كما وقع بوتين قانونا يعني أن وزارة الدفاع فقط هي التي يمكنها الآن التجنيد في السجون الروسية، التي كانت في السابق مصدرا رئيسيا للمقاتلين في أوكرانيا لصالح مجموعة فاغنر.
لكن حملة التجنيد الأوسع للمجموعة مستمرة.
وفي فولغوغراد، قال الرجل الذي تحدثنا إليه إنه إذا قام شخص ما بالتسجيل اليوم “يمكنني إرساله (إلى موقعه) غدا”، وأكد أن بيلاروسيا أصبحت الآن وجهة محتملة.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال ألكسندر لوكاشينكو، زعيم بيلاروسيا منذ فترة طويلة – والذي لعب دورا مهما في التوسط لإنهاء انتفاضة السبت – إن مقاتلي فاغنر مرحب بهم هناك.
وأشار إلى أن الجيش البيلاروسي لديه الكثير ليتعلمه منهم.
وألمح مقاتل بيلاروسي في فاغنر إلى أن المجموعة ستكون حماية جيدة للرئيس لوكاشينكو قبل الانتخابات البرلمانية العام المقبل، في حالة حدوث مزيد من الاحتجاجات الجماهيرية على حكمه.
ورغم ذلك، لا يوجد حتى الآن ما يشير إلى أن مقاتلي فاغنر ينتقلون إلى بيلاروسيا.
وقالت امرأة في ساراتوف بوسط روسيا: “في الوقت الحالي، كل شيء كما كان من قبل. لم يتغير شيء”، مؤكدة أنها لا تزال تجند الرجال للقتال في أوكرانيا.
وأضافت: “الجميع يذهبون إلى مولكينو كالعادة، حيث مركز التدريب. ويحصلون على جميع المعلومات هناك”، مشيرة على ما يبدو إلى ميدان رماية كان مرتبطا سابقا بفاغنر في جنوب روسيا.
فهل سيتغير أي شيء بعد الأول من يوليو/تموز؟ آمل ألا يتغير شيء. لا أعرف. “لكن الناس ما زالوا يتصلون بنا بالطبع”.
لا تعليق