أصدرت الحكومة الفرنسية أوامرها للحافلات العامة والقطارات في عموم البلاد بالتوقف عن العمل هذا المساء، وحظرت بيع الألعاب النارية التي تستخدم في مهاجمة الشرطة، في الوقت الذي تسعى فيه إلى منع وقوع ليلة رابعة من الاضطرابات العنيفة.
وأدان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منفذي أعمال الشغب، متهماً إياهم باستغلال وفاة الفتى المراهق الذي قتل برصاص الشرطة من أجل خلق حالة من الفوضى.
وترأس ماكرون اجتماعاً طارئاً للحكومة الفرنسية بعد ليلة ثالثة من أعمال الشغب.
ودعا ماكرون “الأهل إلى التحلي بالمسؤولية”. وقال “من الواضح أن الوضع الذي نعيشه، كما نرى، هو نتيجة جماعات منظمة وعنيفة ومجهزة في بعض الأحيان، ونحن ندينها ونوقفها وستُقدم للعدالة، ولكن، هناك أيضًا عدد كبير من الشباب. ثلث المعتقلين في الليلة الماضية هم من الشباب، وبعضهم صغار جدًا”.
وتابع “تقع على عاتق الوالدين مسؤولية إبقائهم في المنزل. … الجمهورية ليست مكلفة أن تحل محلهم”.
كما قال إنه يتوقع من منصات التواصل الاجتماعي الرئيسية أن تتحلى “بروح المسؤولية” مشيراً على وجه الخصوص إلى سنابشات وتيك توك حيث تُنظم “تجمعات عنيفة … تبعث على نوع من محاكاة العنف، مما يؤدي إلى قيام الأصغر سناً بالتصرف بعيداً عن الواقع”.
وقال ماكرون “نشعر أحياناً بأن بعضهم يمثل في الشارع ما يحدث في ألعاب الفيديو التي سممتهم”
وقال مخاطباً اجتماع الأزمة الوزاري إن “وسائل إضافية” سيتم حشدها من قبل وزارة الداخلية للتعامل مع الاحتجاجات العنيفة.
وقال إنه سيتم “حيثما كان ذلك مفيدًا ومتى كان ذلك مفيدًا، طلب الحصول على هوية أولئك الذين يستخدمون هذه الشبكات الاجتماعية للدعوة إلى الفوضى أو تكثيف العنف”.
وقال ماكرون أيضاً إن تدابير أمنية إضافية سيتم اتخاذها من أجل احتواء الاحتجاجات التي تشهدها عموم البلاد في أعقاب مقتل الفتى نائل على يد الشرطة.
وتقول السلطات إن مئات المباني دُمرت بينما حُرقت ألفا سيارة. وتقول الحكومة إن “جميع الخيارات” يتم بحثها لإخماد العنف.
وأعلن وزير الداخلية جيرالد دارمانان أن 875 شخصًا أوقفوا ليل الخميس الجمعة. وقالت مصادر مقربة منه ليلًا إن جزءًا كبيرًا من الموقوفين تراوح أعمارهم بين 14 و18 عامًا.
وفي بروكسل أيضًا، أوقف 63 شخصًا بينهم 47 قاصرًا لفترة وجيزة مساء الخميس بعد اشتباكات وحواجز أُقيمت على طريق عام.
وقد طلبت الامم المتحدة الجمعة من فرنسا معالجة مشاكل العنصرية والتمييز العنصري في صفوف قوات الأمن لديها.
ورفضت الحكومة الفرنسية الاتهامات الموجهة من الأمم المتحدة بوجود العنصرية في أوساط الشرطة. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن “أي اتهام بالعنصرية أو التمييزالممنهج في أوساط الشرطة في فرنسا هو اتهام لا أساس له من الصحة.”
وكانت الشرطة قد نفذت منذ ليل الخميس مئات التوقيفات خصوصًا في باريس وضواحيها. وأصيب نحو 250 شرطيًا بجروح خلال الليل.
وقد هزت أعمال شغب شملت تخريب مقار إدارات عامة وعمليات نهب ومناوشات متفرقة ليل الخميس الجمعة، مدنًا كثيرة واقعة في منطقة باريس بعد توجيه تهمة القتل العمد وحبس الشرطي الذي أقدم على قتل مراهق يبلغ من العمر سبعة عشر عاماً.
وكان المراهق نائل م. قد قُتل برصاصة في الصدر بعدما رفض التوقف خلال عملية تدقيق مروري أجراها شرطيّان يركبان دراجتين في نانتير بالقرب من العاصمة باريس. وفي فرنسا يبلغ السن القانوني للحصول على رخصة قيادة سيارة 18 عاماً.
وفي حين أكدت مصادر في الشرطة في بادئ الأمر أن الشاب قاد سيارته باتجاه شرطيين على دراجتين ناريتين لمحاولة دهسهما، انتشر مقطع مصور على وسائل التواصل الاجتماعي تحققت وكالة فرانس برس من صحته، أظهر رجلَي شرطة يحاولان إيقاف السيارة، قبل أن يطلق أحدهما النار عبر نافذتها على السائق عندما حاول الانطلاق بها.
وأثار مقتل المراهق أعمال شغب على مدى ليلتَين في فرنسا، لا سيّما في منطقة باريس، وتكرر ذلك ليل الخميس الجمعة. وتخشى أجهزة الاستخبارات من “تعميم” أعمال العنف في الليالي المقبلة.
لا تعليق